يعد اتباع أفضل طريقة لتقييم الأسهم أمرًا مربكًا لكل شخص يرغب في استخدام التقييم لأول مرة، بسبب توفر عدد كبير من طرق التقييم المتاحة للمستثمرين. ومع ذلك يوجد مجموعة من الطرق التي تمتاز عن غيرها بسهولة الاستخدام والوضوح، في الوقت الذي نجد فيه غيرها من طرق التقييم في غاية التعقيد.
وفي طبيعة الحال، لا توجد طريقة واحدة تناسب كل المواقف، كنا يختلف وضع كل سهم عن غيره في كل صناعة أو قطاع ما يتطلب وجود كرق تقييم متعددة. لذلك سنتحدث في هذا المقال عن أفضل طرق التقييم الشائعة ودوامي استخدامها.
النقاط الرئيسية:
- يوجد عدة طرق لتقييم أسهم شركة ما ولكل منها نقاط القوة والضعف الخاصة بها.
- تحاول بعض النماذج تحديد القيمة الجوهرية للشركة بناءً على بياناتها ومشاريعها المالية، بينما يتطلع البعض الآخر إلى التقييم النسبي مقابل أقرانها.
- بالنسبة للشركات التي تدفع أرباحًا، غالبًا ما يكون نموذج الخصم مثل نموذج جوردون للنمو بسيطًا وموثوقًا إلى حد ما – لكن العديد من الشركات لا تدفع أرباحًا.
- يمكن استخدام نهج المضاعفات لإجراء تقييمات مقارنة لقيمة الشركة في السوق ضد منافسيها
- عند اختيار طريقة التقييم، تأكد من أنها مناسبة للشركة التي تقوم بتحليلها، وإذا كان هناك أكثر من طريقة مناسبة، استخدم كليهما للوصول إلى تقدير أفضل.
أنواع نماذج التقييم الشهيرة
إذا أردنا الحديث عن نماذج التقييم التي يمكن استخدامها، فنحن نتحدث عن فئتين رئيسيتين هما التقييم المطلق والتقييم النسبي. وفيما يلي نظرة أقرب على كل من النموذجية.
التقييم المطلق
تدور الفكرة الرئيسية لنماذج التقييم المطلق حول إيجاد القيمة الحقيقية للاستثمار بناءً على الأساسيات فقط. بمعنى أن يتم التركيز على توزيعات الأرباح والتدفقات النقدية ومعدل النمو لشركة واحدة دون الحاجة إلى القلق حول الشركات الأخرى في السوق. من ناحية أخرى تتضمن نماذج التقييم المطلق نموذج خصم الأرباح ونموذج التدفق النقدي المخصوم، إلى جانب نموذج الدخل المتبقي والنموذج المستند إلى الأصول.
التقييم النسبي
إن الفكرة الرئيسية لنماذج التقييم النسبي تعتمد على مقارنة الشركة المعنية بشركات أخرى مماثلة. ما يتضمن حساب المضاعفات والنسب مثل نسبة السعر إلى الأرباح (P/E)، ومن ثم مقارنتها بمضاعفات الشركات المماثلة. على سبيل المثال، إذا كانت نسبة السعر إلى الربحية لشركة ما أقل من نسبة السعر إلى الربحية لشركة مماثلة، فقد يتم اعتبار الشركة الأصلية مقومة بأقل من قيمتها. وكن هنا يعابر الكثير من المستثمرين أن نموذج التقييم النسبي أسهل بكثير في الحساب من نموذج التقييم المطلق، ولهذا السبب يبدأ العديد من المستثمرين والمحللين باستخدام هذا النموذج.
وفيما يلي نعرض أشهر النماذج التي تُستخدم باستمرار من قبل المستثمرين في تحليل وتقييم الأسهم:
نموذج خصم الأرباح (DDM)
يعد نموذج خصم الأرباح (DDM) أحد أبسط نماذج التقييم المطلق. إذ يمكن من خلاله حساب القيمة الحقيقية لشركة ما، بناءً على أرباح الأسهم التي تدفعها تلك الشركة لمساهميها. أما سبب استخدام أرباح الأسهم في هذا النموذج، يتمثل في ارتباط أرباح الأسهم في تمثيل التدفقات النقدية الفعلية التي يحصل عليها المساهمون في نهاية المطاف. وعليه من الضروري أن يقدم تقييم القيمة الحالية قيمة دقيقة للمبلغ المالي الذي تستحقه الأسهم.
يبدأ عمل نموذج خصم الأرباح في تحديد ما إذا كانت الشركة تدفع أرباحًا أم لا، ومن ثم تحديد مدى استقرار توزيعات الأرباح. فإذا كانت مستقرة ويمكن التنبؤ بها ستكون غالبًا عائدة للشركات الكبرى الناضجة في صناعات متطورة. وهي الأنسب لنموذج تقييم خصم الأرباح DDM.
نموذج التدفق النقدي المخصوم (DCF)
يستخدم نموذج التدفق النقدي المخصوم DCF في حال لم تدفع الشركة أي نوع من الأرباح، أو كان نمط توزيع الأرباح غير منتظم. وعليه يستخدم نموذج التدفقات النقدية المخصومة التدفقات النقدية المستقبلية المخصومة للشركة لتقييم الأعمال. ما يأخذنا إلى ميزة هذا النموذج التي تتمثل في إمكانية استخدامه على مجموعة واسعة من الشركات التي لا تدفع أرباحًا.
من ناحية أخرى، يمكن التنبؤ بالتدفقات النقدية الحرة لمدة تتراوح بين 5 و 10 سنوات. وبعد ذلك يمكن حساب القيمة النهائية لمراعاة جميع التدفقات النقدية بعد الفترة المتوقعة. ويتطلب استخدام نموذج التدفق النقدي المخصوم توفر عدة شروط، كأن تمتلك الشركة تدفقات نقدية حرة إيجابية يمكن التنبؤ بها. ما يعني استبعاد الشركات الصغيرة ذات النمو المرتفع والشركات غير الناضجة بسبب النفقات الرأسمالية الكبيرة التي تواجهها هذه الشركات عادةً.
نموذج المقارنات
يعد نموذج المقارنات نموذجًا شاملًا يمكن استخدامه في كل مرة لا تتمكن فيها من تقييم شركة ما باستخدام أي من النماذج السابقة. إذ يعتمد هذا النوع كما يشير اسمه على مقارنة مضاعفات سعر السهم بمقياس أداء لتحديد ما إذا كان السهم مقيمًا بأقل من قيمته نسبيًا أو مبالغ فيه. وذلك بالاعتماد على مبدأ السعر الواحد، الذي ينص على بيع أصلين متشابهين بأسعار مماثلة. وهنا تعد الطبيعة البديهية لهذا النموذج أحد أسباب شعبيته الكبيرة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن استخدام نموذج المقارنات في جميع الظروف، بسبب العدد الكبير من المضاعفات والنسب التي يمكن استخدامها. وتضم نسبة السعر إلى الأرباح (P/E) ونسبة السعر إلى الدفتر (P/B) ونسبة السعر إلى المبيعات (P/S) وكذلك التدفق من السعر إلى النقد (P/CF) وغيرها الكثير. ومن بين هذه النسب، تعد نسبة السعر إلى الربحية الأكثر استخدامًا لأنها تركز على أرباح الشركة، والتي تعد أحد المحركات الأساسية لقيمة الاستثمار.
أيهما أفضل نماذج التقييم المطلقة أم النسبية؟
لا يمكن تحديد أي من النماذج أفضل بشكل جازم، فلكل نموذج مجموعة من الإيجابيات وكذلك السلبيات. فعلى سبيل المثال يعد التقييم النسبي أسرع لأنه يعتمد على مقارنة الإحصائيات الرئيسية لشركات مختلفة. في حين يمكن أن يستغرق التقييم المطلق وقتًا أطول بسبب الأبحاث والحسابات المعنية، ولكنه يقدم صورة أكثر تفصيلاً لقيمة الشركة.
الخلاصة، لا يستخدم المستثمرون نموذج واحد لتقييم الأسهم عادةً، إذ لا يوجد نموذج تقييم واحد يناسب كل موقف أو ظرف. ولذلك يجري المستثمرون عادةً عدة تقييمات لإنشاء مجموعة من القيم المحتملة أو متوسط جميع التقييمات في تقييم واحد. وبذلك لا يكون الأمر يتعلق بالأداة المناسبة للمهمة، بل يتعلق بعدد الأدوات التي تستخدمها للحصول على رؤى مختلفة من الأرقام والنتائج.
تُرجم بتصرف من مقال ( https://www.investopedia.com/articles/fundamental-analysis/11/choosing-valuation-methods.asp) لصالح أكاديمية نمو.