لا بد أنه قد راودك ما الفرق بين الاستثمار الخامل والاستثمار النشط وما هي المزايا التي يتمتع بها كل واحد من هذه الأنواع من الاستثمار؟
هذا وغيره العديد من الامور التي سنتحدث عنها في مقالنا هذا ان شاء الله.
ما الفرق بين الاستثمار الخامل والاستثمار النشط؟
- المستثمر النشط هو الشخص الذي يقوم بشراء الأسهم والاستثمارات الأخرى بشكل منتظم.
- كما أن المستثمر النشط عن الاستثمارات ذات الأداء المناسب. كما يقوم ببيع الأسهم التي لديه ولا ترقى إلى مستوى معاييرهم، فإنهم يبيعونها.
- أما المستثمر السلبي فهو من النادر أن يقوم بشراء الاستثمارات الفردية. حيث أنه يفضل الاحتفاظ بالاستثمار على الأمد البعيد أو القيام بشراء الأسهم في صندوق مشترك أو في صناديق التداول في البورصة. وكذلك يميل المستثمرون السلبيون إلى الاعتماد على مديري الصناديق بهدف ضمان أداء الاستثمارات المحتفظ بها في الصناديق وبالتالي فهم يتوقعون من مدير الصناديق أن يقوم بحل محل الممتلكات المتراجعة. كما أنه من الممكن أن يكون مديري الصناديق اما مستثمرين نشطين أو مستثمرين سلبيين.
- كما أن الاستثمار الخامل يصنف على أنه أكثر انتشارًا بين مستثمري التجزئة.
- بينما الاستثمار النشط نجد أنه يحتل مكانًا بارزًا في السوق وذلك لمجموعة من الأسباب.
- بالإضافة لما سبق فإن الاستثمار النشط يتطلب القيام باتباع نهج عملي. في العادة يكون من قبل مدير المحفظة أو من أي مشارك نشط آخر.
- كما أن الاستثمار الخامل يشمل على عمليات شراء وبيع تعتبر أقل من الاستثمار النشط. هذا الأمر بدوره يؤدي إلى شراء المستثمرين لصناديق الاستثمار المفهرسة أو قيامهم بشراء صناديق الاستثمار المشتركة الأخرى.
- يجدر بالذكر بأنه على الرغم من أن كلا أسلوبي الاستثمار مفيدان، لكن الاستثمارات السلبية قد حصلت على تدفقات استثمارية أعلى من الاستثمارات النشطة.
- من ناحية تاريخية، لقد حقق الاستثمارات الخامل أموالاً تعتبر أكثر من الاستثمارات النشطة.
- في الختام لا بد من ذكر بأنه قد أصبح الاستثمار النشط أكثر شعبية مما قد كان عليه منذ عدة سنوات، وخصوصاً في فترة اضطرابات السوق.
الاستثمار الخامل هو ذاته الاستثمار السلبي كما يطلق عليه في بعض الأحيان.
الاستثمار النشط:
يأخذ الاستثمار النشط كما يظهر من اسمه، منهج عملي. حيث يتطلب أن يعمل شخص ما بصفة مدير محفظة وذلك سواء كان هذا الشخص يدير محفظته الخاصة أو غيرها. فإنه تهدف إدارة الأموال النشطة إلى التغلب على متوسط العائد من سوق الأوراق المالية وكذلك الاستفادة الكاملة من التقلبات التي تحدث على الأسعار في الأمد القريب.
كما أن الاستثمار النشط يتضمن تحليلًا أعمق وخبرة لمعرفة متى يتم التركيز على سهم ما أو على أحد السندات أو على أي من الأصول أو حتى الخروج منه.
حيث يشرف مدير المحفظة في العادة على فريق من المحللين الذين ينظرون إلى مجموعة من العوامل النوعية وكذلك العوامل الكمية ثم يقوم باستخدام المقاييس والمعايير المحددة كي يتم تحديد متى وهل يقوم بالشراء أو البيع.
يتطلب الاستثمار النشط القيام بعملية تحليل الاستثمار بهدف القيام بتغيرات الأسعار والعوائد. يعتبر الإلمام بالتحليل الأساسي، التي منها على سبيل المثال تحليل البيانات المالية للشركة هو أمرًا ضروري كذلك.
الاستثمار الخامل:
في حال قد اخترت الاستثمار إذاً أنت تستثمر على الأمد البعيد. حيث أنه يحد المستثمرون الخاملون من كمية عمليات الشراء وعمليات البيع في داخل المحافظة الاستثمارية الخاصة بالمستثمر، بالتالي فإن هذا الأمر يجعله بمثابة طريقة فعالة من حيث التكلفة للاستثمار.
كما أنه تتطلب الاستراتيجية عقلية الشراء والاحتفاظ، وهو ما يعني القيام باختيار الأسهم أو اختيار الصناديق وكذلك مقاومة إغراء الرد أو القيام بتوقع الخطوة التالية لسوق الأسهم.
المثال الرئيسي للنهج الخامل هو شراء صندوق مؤشر يتبع مؤشرًا رئيسيًا مثل S&P 500 أو مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA). عندما تقوم هذه المؤشرات بتغيير مكوناتها، فإن صناديق المؤشرات التي تتبعها تقوم تلقائيًا بتعديل ممتلكاتها عن طريق بيع السهم الذي يغادر وشراء السهم الذي أصبح جزءًا من المؤشر. ولهذا السبب، يعد الأمر أمرًا كبيرًا عندما تصبح شركة كبيرة بما يكفي لإدراجها في أحد المؤشرات الرئيسية: فهي تضمن أن يصبح السهم ملكية أساسية لآلاف الصناديق المهمة.
من المهم التذكر أنه عندما تمتلك أجزاء من آلاف الأسهم، فإنك بذلك تكسب عوائدك ببساطة عبر مشاركتك في المسار التصاعدي لأرباح الشركات وذلك مع مرور الوقت من خلال سوق الأوراق المالية بشكل عام. كما يراقب المستثمرون السلبيون الناجحون الجائزة ويقومون بتجاهل النكسات قصيرة المدى – حتى في فترات الركود الشديدة.
مزايا وعيوب الاستثمار الخامل والاستثمار النشط
مزايا الاستثمار الخامل:
يوجد هناك مجموعة من الفوائد الأساسية للاستثمار الخامل وهي كالتالي:
- الرسوم تعتبر منخفضة للغاية: إذ أنه لا أحد يختار الأسهم، وبالتالي فإن الرقابة تكون أقل تكلفة بكثير.
- تتبع الصناديق الخاملة المؤشر الذي تستخدمه كمعيار لها.
- الشفافية: حيث أنه من الواضح دائمًا ما هي الأصول الموجودة في صناديق المؤشرات.
- الكفاءة الضريبية: إذ أنه لا تؤدي استراتيجية الشراء وكذلك الاحتفاظ الخاصة بهم في العادة إلى القيام بفرض ضريبة ضخمة على أرباح رأس المال لهذا العام.
عيوب الاستثمار الخامل:
كما أنه يوجد العديد من المزايا الا أنه لا بد أن نتذكر بأنه يوجد مجموعة من العيوب كذلك للاستثمار الخامل والتي يتذرع بها أحياناً مناصري الاستثمار النشط وهي كما يلي:
- محدودة جدًا: حيث تقتصر الأموال السلبية على مؤشر محدد أو على مجموعة محددة بشكل مسبق من الاستثمارات مع وجود اختلاف بسيط أو ممكن أن يكون معدوم. وبالتالي، فإن المستثمرين يكونون محصورين في تلك الممتلكات، وذلك بعيداً عما يحدث في السوق.
- عوائد صغيرة: وذلك بحكم التعريف، فإن الصناديق السلبية بلا شك لن تتفوق نهائياً على السوق. حتى في أوقات الاضطرابات، إذ أن ممتلكاتها الأساسية تكون مقيدة ليتم تتبع السوق. في بعض الأحيان، من الممكن أن يتفوق الصندوق السلبي على السوق بعض الشيء. ولكنه على الرغم من ذلك لن يحقق أبدًا العائدات الكبيرة التي يتوق إليها المديرون النشطون ما لم يزدهر السوق نفسه.
- الاعتماد على الآخرين: وذلك بالنظر لأن المستثمرين السلبيين يعتمدون بشكل عام على مدير الصندوق بهدف القيام باتخاذ القرارات، فإن المستثمر لا يستطيع تحديد ما يستثمر فيه.
مزايا الاستثمار النشط:
وهنا لا بد من توضيح المزايا التي تتميز بها عملية الاستثمار النشط وهي كما يلي:
- المرونة: حيث أنه لا يطلب من المديرين النشطين القيام باتباع فهرس محدد. كما أنه يمكنهم شراء أسهم “الماس الخام” التي يعتقدون أنهم عثروا عليها.
- التحوط: من الممكن للمديرين النشطين القيام بعملية التحوط على رهاناتهم مستخدمين تقنيات مختلفة، التي منها على سبيل المثال عمليات البيع على المكشوف أو ممكن خيارات الشراء، وبالإضافة الى ذلك فهم يمكنهم الخروج من أسهم أو قطاعات معينة وذلك عندما تصبح المخاطر كبيرة جدًا.
- إدارة الضرائب: بالرغم من أن هذه الاستراتيجية من الممكن أن تؤدي إلى أن يتم فرض ضريبة على أرباح رأس المال. فإنه يمكن للمستشارين القيام بتصميم استراتيجيات إدارة الضرائب للمستثمرين الأفراد. التي منها على سبيل المثال القيام ببيع الاستثمارات التي تخسر الأموال بهدف القيام بتعويض الضرائب المفروضة على الفائزين الكبار.
عيوب الاستثمار النشط
لكن الاستراتيجيات النشطة لها أوجه قصور كما لها مميزات والتي منها:
- مكلف للغاية: حيث أنه يربط معهد شركة الاستثمار بأن متوسط نسبة النفقات تساوي ال 0.68% لصندوق الأسهم الذي يدار بشكل نشط. عند مقارنته ب 0.06% فقط لمتوسط صندوق الأسهم السلبي.
- الرسوم تعتبر أعلى وذلك لأن كل عمليات البيع والشراء النشطة من الممكن أن تؤدي إلى تكاليف المعاملات، وأنت تقوم بدفع رواتب فريق المحللين الذين يقومون بالبحث عن اختيارات الأسهم. كافة هذه الرسوم على مدى عقود من الاستثمار من الممكن أن تقتل العوائد.
- المخاطر النشطة: حيث يتمتع المديرون النشطون بحرية شراء أي نوع استثمار يرون أنه من الممكن أن يلبي المعاير الخاصة بهم.
- مخاطر الإدارة: إذ أن مديرو الصناديق بشر، لهذا فإنه من الممكن أن يرتكب مدير الصناديق أخطاء استثمارية مكلفة.
الأفضلية بين الاستثمار الخامل والاستثمار النشط
إذن السؤال الآن أي من هذه الاستراتيجيات تجعل المستثمرين المزيد من المال؟
من الممكن أن يتراود لذهنك بأن قدرات مدير الأموال المحترف ستتفوق على صندوق المؤشر الأساسي. لكن في الحقيقة ليس كذلك. حيث أنه إذا نظرنا إلى نتائج الأداء السطحية، فإن الاستثمار السلبي يقوم بالعمل بشكل أفضل بالنسبة لمعظم المستثمرين. إذ أنه تظهر الدراسة تلو الأخرى وذلك على مدار عقود بأن نتائج مخيبة للآمال تكون بالنسبة للمديرين النشطين.
حيث أن مدير صندوق الاستثمار المشترك النشط، وذلك سواء كان في الولايات المتحدة أو في خارجها، فإنه يتخلف بشكل مستمر عن أداء مؤشره القياسي.
على سبيل المثال، لقد وجدت الأبحاث التي أجرتها شركة S&P Global أنه يكون على مدى فترة العشرين عامًا التي تنتهي بعام 2022م، حوالي 4.1٪ فقط من المحافظ التي تدار بشكل احترافي في الولايات المتحدة قد تفوقت باستمرار على معاييرها المرجعية.
وهذه بلا شك تعتبر نسبة صغيرة من صناديق الاستثمار المشتركة المدارة بشكل نشط وقد حققت نتائج أفضل من صناديق المؤشرات السلبية.
جميع هذه الأدلة تشير إلى أن الاستثمار السلبي التي من الممكن أن تتفوق على الاستثمار النشط قد تكون مبالغة في تبسيط شيء هو أكثر تعقيد مما يوصف، وذلك بسب الاستراتيجيات النشطة والسلبية ليست سوى وجهين لعملة واحدة.
في حين أن الأموال السلبية لا يزال بعض المستثمرين يهيمنون بشكل عام وذلك يكون بسبب انخفاض الرسوم، ولكن نجد أن بعض المستثمرين مستعدين لتحمل الرسوم التي تكون أعلى وذلك مقابل خبرة مدير نشط للمساعدة في توجيههم وسط كل التقلبات أو تقلبات أسعار السوق الجامحة.
إذن السؤال الأهم هو أيهما تختار؟
من الممكن أن تقوم بمزج هذه الاستراتيجيات حيث أنه يمزج العديد من المحترفين هذه الاستراتيجيات بهدف الاستفادة من نقاط القوة في كليهما. كما سنوضح في التالي ان شاء الله.
المزج النشط والسلبي
نلاحظ أنه يعتقد الكثير من مستشاري الاستثمار أن أفضل استراتيجية يمكن اتباعها هي القيام بعملية مزيج من الأساليب النشطة والسلبية، والتي يمكن أن تساعد في عملية تقليل التقلبات الجامحة في أسعار الأسهم وذلك خلال فترات متقلبة.
كما أنه ليس من الضروري أن تكون الإدارة السلبية مقابل الإدارة النشطة خيارًا إما/أو بالنسبة للمستشارين. فإنه يمكن أن يؤدي الجمع بين الاثنين إلى تحقيق زيادة في تنويع المحفظة وكذلك المساعدة بشكل فعلي في إدارة المخاطر الشاملة. كما أنه من الممكن أن يرغب العملاء الذين لديهم مراكز نقدية كبيرة في عملية البحث بنشاط عن فرص للاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة مباشرة بعد تراجع السوق.
علاوة على ما سبق فإنه يمكن للمتقاعدين الذين يهتمون أكثر بالدخل أن يختاروا بشكل نشط أسهم معينة لتحقيق نمو الأرباح وذلك مع الحفاظ على عقلية الشراء والاحتفاظ. إذ أن توزيعات الأرباح هي مدفوعات نقدية من الشركات إلى المستثمرين تكون كمكافأة كي يتم امتلاك السهم.
بالإضافة الى ذلك، ليست العوائد فقط هي التي تهم، بل العوائد المعدلة حسب المخاطر. يمثل العائد المعدل حسب المخاطر الربح من الاستثمار مع الأخذ في الاعتبار مستوى المخاطرة المتخذة لتحقيق هذا العائد. إن التحكم في مقدار الأموال التي تذهب إلى قطاعات معينة أو حتى شركات معينة عندما تتغير الظروف بسرعة يمكن أن يؤدي في الواقع إلى حماية العميل.
بالنسبة لمعظم الناس، هناك وقت ومكان للاستثمار النشط والسلبي على مدى عمر الادخار من أجل المعالم الرئيسية مثل التقاعد. ينتهي الأمر بعدد أكبر من المستشارين إلى الجمع بين الاستراتيجيتين – على الرغم من الحزن الذي يشعر به كل جانب للآخر بسبب استراتيجيته.
ما حجم السوق الذي يتم استثماره بشكل سلبي؟
وفقًا لأبحاث الصناعة، فإنه يتم استثمار ما يقارب ال 38٪ من سوق الأسهم الأمريكية بشكل سلبي. وذلك مع زيادة التدفقات كل عام. وعلى العكس من ذلك، فإن نسبة التدفقات في الاستثمار النشطة إلى الخارج تنمو سنويا.
هل كافة صناديق الاستثمار المتداولة سلبية؟
ليست جميع صناديق الاستثمار المتداولة سلبية. وذلك على الرغم من أنها قد وفرت مساحة لتتبع المؤشرات منخفضة التكلفة. إلا أن عدد كبير من صناديق الاستثمار المتداولة قد يتم إدارتها بشكل نشط وتتبع استراتيجيات مختلفة.
ما هو أول صندوق مؤشر سلبي؟
يذكر بأنه كان أول صندوق مؤشر سلبي هو صندوق مؤشر فانجارد 500، والذي قد تم اطلاقه من قبل رائد صناديق المؤشرات جون بوجل في عام 1976.
المقال أعلاه قد ترجم وحرر من المقال الأصلي المرفق هنا.
لا تنسى يا صديقي أن تستثمر فيما أحله الله وأن تجتنب ما حرمه الله وأن تجعل هذا الأمر نهج حياة لك. وتذكر بأن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه. لهذا حرص على الطيب من الرزق والعمل. وفقنا الله وإياكم للحلال وجنبنا الحرام كله.
الكثير من المقالات التي دونت في مدونة نمو هل اطلعت عليها؟ انها مليئة بالمعلومات القيمة والعلم المفيد. يمكنك الدخول للمدونة والاطلاع على المقالات من خلال النقر هنا.