أنواع مدارس التحليل الفني عديدة ومصممة لتناسب أغراض وأهداف متنوعة في عالم التداول والاستثمار. إذ يعد التحليل الفني من أبرز الأنظمة التي تستخدم في عالم التداول لتحديد الفرص والاتجاهات على حد سواء. وذلك من خلال التركيز على دراسة أسعار الأصول وحجم الأسواق وتحليل الأنماط التي تبينها الرسوم البيانية. وعليه سنتحدث في هذا المقال عن أنواع مدارس التحليل الفني وطريقة قراءة كل منها. قراءة مفيدة وممتعة.
ما هو مفهوم التحليل الفني؟
يعرف التحليل الفني على أنه مجموعة من الأدوات التي يتم استخدامها لفحص وتحليل الطرق والنظريات التي تتأثر بالعرض والطلب على الأوراق المالية. مستندة في ذلك على تقلبات السوق الضمنية وتغيرات الأسعار وحجمها. إلى جانب صياغة الفرضيات المنوعة التي تستند على تغيرات الأسعار في فترات زمنية سابقة، واعتمادها كمؤشرات قوية لتحركات الأسعار في المستقبل.
يمكن أن يحسن المحللين من تقديراتهم الإجمالية عبر استخدام أدوات التحليل المالي. إذ تساعد تلك الأدوات في توليد مؤشرات تستخدم في التداول على المدى القصير. من ناحية أخرى يعود الظهور الأول للتحليل الفني إلى أواخر القرن الماضي على يد تشارلز داو. ليتطور المفهوم بنماذجه ومدارسه على يد نخبة من الاختصاصين مثل ويليام بي هاميلتون وروبرت ريا وإدسون جولد وجون ماجي.
ما هي مجالات استخدام التحليل الفني؟
يتم استخدام التحليل الفني عادة في مجالات عدة إلى جانب الأشكال الأخرى من البحث والتحليل. إذ يتميز التحليل الفني بإمكانية تطبيقه على أي ورقة مالية لها سجل من التداولات السابقة. ونتحدث هنا عن قائمة غنية بالأصول مثل السلع والأسهم والعقود الآجلة والعملات وغيرها. مع العلم أن التحليل الفني من الطرق المفضلة في أسواق الفوركس والسلع، نظرًا لتركيز المتداولين والمستثمرين في تلك المجالات على حركة الأسعار واتجاهاتها على المدى القصير.
من ناحية أخرى، يمكن من خلال استخدام التحليل الفني التنبؤ بحركة أسعار الأدوات المالية التي تخضع وتأثر بنظري العرض والطلب. إذ تنعكس معطياتها على تحركات أسعار السوق للأوراق المالية. ناهيك عن إمكانية تطبيق التحليل الفني على أرقام الفائدة المفتوحة وحجم التداول.
مؤشرات التحليل الفني
طور الباحثين مئات المؤشرات التي من شأنها أن تدعم تداول التحليل الفني. كما عمل الخبراء على إعداد وتطوير أنواع جديدة من أنظمة التداول التي تساعد في التنبؤ الجيد بحركة الأسعار وبدء التداول بناءً عليها. وبشكل عام تركز مؤشرات التحليل الفني على مناطق الدعم والمقاومة، إلى جانب تحديد قوة الاتجاه واحتمالية استمراره. وفيما يلي أبرز المؤشرات الفنية التي يعتمدها المحللون:
◍ اتجاهات الأسعار
◍ أنماط الرسم البياني
◍ مؤشرات الحجم والزخم
◍ المذبذبات
◍ المتوسطات المتحركة
◍ مستويات الدعم والمقاومة
فرضيات أنواع مدارس التحليل الفني
يعتمد التحليل الفني اليوم على ثلاث فرضيات أساسية وعامة يمكن أن نوضحها في النقاط التالية:
◍ تنص الفرضية الأولى أنه يمكن للأسواق أن تخفض كل شيء: تأتي هذه النظرية متوافقة مع فرضية كفاءة الأسواق EMH. إذ يرى متبنو هذه الفرضية أن كل شيء قد تم تسعيره مسبقًا في السهم. سواء كنا نتحدث عن أساسيات الشركة أو عوامل السوق المختلفة. في حين يرى المحللون أن تقلبات الأسعار ناضجة عن تغيرات العرض والطلب على سهم ما.
◍ تهتم الفرضية الثانية في تحركات الأسعار في الاتجاهات المختلفة: وهنا يرى الخبراء أن الأسعار تظهر بصورة اتجاهات بغض النظر عن الإطار الزمني. ومن المثير للاهتمام أن معظم استراتيجيات التداول الفنية تستند على هذه الفرضية بالتحديد.
◍ أما الفرضية الثالثة فتأكد على فكرة أن التاريخ يعيد نفسه: أي أن سيكولوجية السوق هي السبب في تكرار حركات الأسعار. التي غالبًا ما تكون متوقعة بناءً على عوامل عدة تتعلق بمشاعر الخوف أو الحماس. وهنا يستخدم التحليل الفني هذه المشاعر عبر رسوم بيانية لتحليل حركات السوق وفهم الاتجاهات.
ما هي أنواع مدارس التحليل الفني؟
يوجد مجموعة منوعة من أنواع مدارس التحليل الفني التي تقدم كل منها ميزات تساعد المتداولين على اتخاذ أفضل القرارات الاستثمارية. وتشمل أنواع مدارس التحليل الفني المدرسة الكلاسيكية ومدرسة الهارمونيك. إلى جانب مدرسة العرض والطلب ومدرسة موجات الولف وموجات الوت.
مدرسة الهارمونيك
تتألف مدرسة الهارمونيك من مجموعة من النماذج التي تأتي بشكل رسوم بيانية تساعد المتداولين على تحديد اتجاهات السعر والتنبؤ بتغيرات السوق. ما يساعدهم على اتخاذ المواقف والقرارات الأفضل في المستقبل. وعادةً ما يستخدم المتداولون أنماط هندسية بمساعدة ارتدادات فيبوناتشي لتحديد التغيرات المحتملة في الأسعار.
وبشكل عام، تطورت نماذج الهارمونيك بناءً على نظريتي الأولى تعتمد على توقع انعكاسات الأسعار. في حين تعتمد الثانية على توقع طول الحركة. ولعل أبرز النماذج هنا هي نموذج جارتلي Gartley pattern ونموذج الفراشة Butterfly pattern إلى جانب نموذج الخفاش Bat pattern.
مدرسة العرض والطلب
يصف قانون العرض والطلب الطريقة التي تؤثر فيها المتغيرات المختلفة في سعر السلعة أو المنتج على العرض والطلب. وتنصح القاعدة الرئيسية ان ارتفاع الأسعار سيؤدي إلى ارتفاع العرض وانخفاض الطلب. وعلى العكس يساهم انخفاض السعر في نمو الطلب وتقلص العرض.
وقد جرت العادة في رسم مستويات العرض والطلب كمنحنيات في رسوم بيانية. إذ يشير تقاطع هذه المنحنيات إلى التوازن وهي الحالة التي يتساوى فيها العرض والطلب.
مدرسة موجة وولف
تتكون موجة وولف من خمسة أنماط تشير إلى سعر التوازن الأساسي. وهي مو الطرق التي يعتمد عليها الكثير من المتداولين والمستثمرين لتحديد مواعيد دخول السوق أو الخروج منها. وذلك بالاعتماد على خطوط المقاومة والدعم. وهنا يوجد مجموعة من المعايير التي يجب أن تتوافق معها سلسلة تقلبات الأسعار وفق هذه المدرسة وهي:
◍ يجب أن تدور الموجات في فترة زمنية ثابتة.
◍ يجب أن تظل الموجتان الثالثة والرابعة داخل القناة التي أنشأتها الموجتان الأولى والثانية
◍ يجب أن تظهر الموجتان الثالثة والرابعة تماثلًا مع الموجتين الأولى والثانية.
الحدود والانتقادات التي تطال أنواع مدارس التحليل الفني
يتوقع بعض المحللين والباحثين الأكاديميين أن فرضية كفاءة الأسواق(EMH) سبب عدم توقع تضمين أي معلومات قابلة للتنفيذ في بيانات الأسعار السابقة. كما أن التاريخ لا يعيد نفسه دائما وهذه أبرز فرضيات مدارس التحليل الفني. وعليه قد لا تكون دراسة أنماط السعر وحركاته في الفترات الزمنية السابقة أمرًا في غاية الدقة.
من ناحية أخرى، قد ينفع استخدام مبادئ وفرضيات التحليل الفني على الاستثمارات وعمليات التداول قصيرة الأجل. ففي الوقت الذي يعد فيه ضغط البيع قصير المدى هذا محققًا ذاتيًا، لن يكون له أي تأثير يذكر على سعر الأصل والأوراق المالية في المستقبل القريب.