لماذا في العادة نوصي بالتركيز على الوقت في السوق مقابل توقيت السوق؟
يعود هذا الأمر لمجموعة من الأسباب والتي سنسرد منها الكثير.
يذكر بأنه قد سلطت العناوين الأساسية الأخيرة الضوء على الكيفية التي من الممكن أن يتعامل بها عدد متزايد من المستثمرين مع سوق الأوراق المالية. وكأن سوق الأوراق المالية هي بمثابة مقامرة قصيرة الأجل أكثر من كونها عبارة عن استراتيجية ادخار طويلة الأمد.
حيث أنه اجتذب مزيج قوي من تطبيقات التداول المفعمة بالألعاب والمبالغة التي تعمل على تحريكها وسائل الإعلام العديد من المستثمرين الجدد. هذا الأمر بدوره أدى إلى زيادة التقلبات في مناطق معينة من السوق.
إذ أنه قد أظهر “الضغط القصير” في شهر يناير على شركة Gamestop وعدد من الأسهم الأخرى إلى أي مدى قد وصل الاستثمار بالتجزئة بفضل هذه التقنيات.
جدول المحتويات:
مدى تقلب أسواق الأسهم وتوقيت السوق:
في البداية فلنشاهد التحليل البياني المرفق ثم نقوم بالتعقيب عليه والحديث حول التركيز على الوقت في السوق مقابل توقيت السوق:
يوضح الرسم البياني المرفق في الأعلى مدى تقلب أسواق الأسهم.
حيث تعتبر رحلة الأفعوانية لعام 2020م هي بمثابة دراسة حالة من حيث شدة وسرعة تحركات السوق. التي بدورها تزيد عما يقارب ال30٪. وهذا الأمر هو بمثابة أمر مثير للاهتمام خصوصاً بعد سنوات عديدة من الآن. إذ أنه عندما تتلاشى الذاكرة، فإنه ستظهر جداول عوائد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ببساطة مكاسب بنسبة تساوي ال 18٪ . وهو مجرد عام آخر يكون فوق المتوسط ذلك بالنسبة لمستثمري الأسهم.
أما إن انتقلنا في نظرنا إلى الحضيض الذي وصل إليه مؤشر ستاندرد آند بورز 500 وذلك في يوم 23 مارس (آذار). فلا يمكن إلقاء اللوم على المرء إذا فكر في بيع الأسهم.
أولئك الذين فعلوا ذلك كانوا يفكرون في الغالب في الكلمات الأربع الأكثر تكلفة في الاستثمار: “الأمر مختلف هذه المرة”.
هل حقاً عام 2020 كان مختلفاً كما يروجون وتأثيره على توقيت السوق؟
لكي نكون منصفين، إذ أن عام 2020 مختلفًا لأنه مضى ما يزيد عن 100 عام منذ أن عانينا من جائحة عالمية.
ولكن ما لم يكن مختلفاً هو أن أسواق الأسهم بدورها تميل للمبالغة بشكل ملفت في رد الفعل على المدى القصير. ولكنها عادة ما تكون صحيحة المسار على المدى الطويل في تقييم القيمة المستقبلية للتدفقات النقدية للشركات.
في الواقع، إذا كان أحد الأشخاص سيئ الحظ للغاية وخرج من قاع السوق في 23 مارس، لكان قد فقد عائدًا بنسبة 70٪ + من القاع خلال ما يزيد قليلاً عن تسعة أشهر.
بالطبع، بعد فوات الأوان هو عام 2020 (لا أقصد التورية). ولكن النقطة المهمة هي حماية أنفسنا من أنفسنا أمر بالغ الأهمية خصوصاً بعمليات البيع والشراء التي تحركها العاطفة. في كثير من الأحيان، يُظهر المستثمرون خوفًا غير عقلاني أو ثقة مفرطة فيما يتعلق بالعائدات المستقبلية. وبالتالي يقومون بالشراء أو البيع قبل أن يعتقدوا أن “السوق” سوف يتحرك للأعلى أو للأسفل.
هل أنت مستعد لحماية نفسك من رد فعل غير محسوب؟
تؤكد الدراسات أن الوقت في السوق يتفوق على توقيت السوق: هل أنت مستعد لحماية نفسك من رد الفعل غير المحسوب؟
ومن المؤسف أن العديد من دراسات الصناعة تؤكد الضرر التاريخي الذي لحق بأولئك الذين استسلموا لأغنية صافرة إنذار توقيت السوق.
تشرح إحدى الدراسات التي تجريها شركة الأبحاث DALBAR Inc. كل عام تاريخ المستثمر النموذجي الممتد على مدار 20 عامًا، وآخرها يمتد من 31 ديسمبر 1999 إلى 31 ديسمبر 2019. والخلاصة الحاسمة هي أنه في حين حقق مؤشر S&P 500 متوسطًا قدره 6.06% سنويًا منذ عام 1999 (بما في ذلك سوقان هابطان قاسيان في عامي 2001 و2008)، لم يحقق مستثمر الأسهم العادي سوى حوالي 4.25% سنويًا. ورغم أن نسبة 1.81% قد تبدو ضئيلة، إلا أن الفارق في قيمة الدولار على مدى عشرين عاماً كان مذهلاً. كمرجع، بدءًا بمحفظة بقيمة 500000 دولار في سن 45 عامًا. فإن هذه الفجوة الناجمة عن العواطف في العائدات عامًا بعد عام ستتضاعف إلى قيمة حساب تبلغ 1.1 مليون دولار بدلاً من 1.5 مليون دولار، وهو عجز قدره 400000 دولار. في الحياة الواقعية، قد يعني ذلك سنوات إضافية من التقاعد المبكر أو التعليم الجامعي للأحفاد.
والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو تأثير تفويت جزء صغير فقط من أفضل أيام السوق على مدار 20 عامًا كما أشارت دراسة نشرها تشارلز شواب في كتابه البياني الربع سنوي لعام 2021.
(يرجى الاطلاع على الرسم البياني أدناه).
باستخدام مؤشر S&P 500 كبديل، توضح هذه الدراسة بوضوح الضرر الذي لحق بالعائدات من خلال فقدان بضعة أيام فقط من آلاف الأيام على مدار 20 عامًا.
لوضع هذا في الاعتبار، فإن المستثمر الذي بدأ بمبلغ 500000 دولار ولم يفوت سوى 40 يومًا من أفضل أيام عوائد السوق خلال 20 عامًا (أو حوالي 0.5٪ من الأيام) كان سيخسر 1.7 مليون دولار! (يُرجى الاطلاع على الجدول أدناه للحصول على تفاصيل إضافية.)
مخاطر توقيت التسويق:
ولزيادة الطين بلة، من المحتمل أن يقضي المستثمر ساعات لا نهاية لها في البحث عن أطروحته الاستثمارية ويتحمل عدد لا يحصى من الليالي الطوال محاولًا “اتخاذ القرار” بشأن متى يدخل السوق ومتى يخرج.
كيف يمكن للمستثمر أن يحصن نفسه من نفسه؟
نقترح استراتيجيتين بسيطتين:
- احسب مجموعتك من الأصول الآمنة: احسب صافي نفقات المعيشة (الدخل المستقر ناقص النفقات بعد خصم الضرائب) ثم صمم تخصيص محفظة يضمن ما لا يقل عن خمس سنوات من صافي نفقات المعيشة نقدًا وأوراق مالية ذات دخل ثابت عالية الجودة. تستمر معظم الأسواق الهابطة حوالي ثلاث إلى أربع سنوات قبل أن تعود الأسواق إلى مستوى مرتفع جديد، على الرغم من أن الأمر قد يستغرق وقتًا أطول. ومن خلال الحصول على هذه المجموعة الآمنة من الأصول التي يمكن السحب منها دون الحاجة إلى بيع الأسهم، يمكن للمرء أن يتنفس بشكل أسهل قليلاً.
- ابحث عن مشورة موضوعية وموثوقة: يقدم مستشارو الثروات ذوو الجودة العالية شيئًا واحدًا من المستحيل على الناس توفيره لأنفسهم، بغض النظر عن مدى تعليمهم أو مدى قربهم من دراسة الأسواق والاستثمار: منظور موضوعي. من المستحيل على المرء أن يظل محايدًا وموضوعيًا تمامًا، وبالتالي من المستحيل عدم الانفعال بشأن صعود وهبوط الأسواق.
مثل قرارات العام الجديد، يتم تنفيذ استراتيجيات الاستثمار بنوايا عظيمة. المشكلة ليست في التفكير بهم، المشكلة في التمسك بهم في أوقات التوتر وعندما تكون التوقعات على المدى القصير قاتمة. إن منع رد الفعل غير المحسوب عندما نشهد انخفاضًا حادًا (أو زيادة حادة) في السوق هو الطريقة التي يمكن بها للمستثمرين تجنب الأخطاء الكبيرة وأسوأ عدو لهم: أنفسهم.
هذا المقال قد ترجم وحرر بتصرف من المقال الأصلي المرفق هنا.
نصيحة محب بأن نتقي الله في أعمالنا وأن لا ننجر وراء المرابح الكبيرة التي فيما حرم الله. وعلينا دوماً أن نسعى نحو الحلال وما أكثر سبله وطرقه الحمد لله. احرص دوماً على التأكد من أن ما تعمل به هو حلال شرعاً ويخلو من الشبهات والمحرمات.
للمزيد من المقالات الشيقة والمفيدة في عالم الاستثمار يمكنكم الاطلاع عليها عبر مدونة نمو والتي منها:
